في أحد الأيام قرأت في خبر طريف عن مزرعة أبقار غرب المانيا، يقول الخبر أنه و بعد دخول الظلام و خلال الوجبة المسائية للأبقار، حدث انفجار كبير في سقف حظيرة الأبقار التي تتسع إلى 600 بقرة، بعد التحقيقات تبين أن جميع الأبقار قامت بإخراج الريح مرة واحدة و بسبب حدوث شرارة كهربائية انفجار الغاز الخارج من أمعاء الأبقار والمتكثف بأعلى الحظيرة.
البعض منا قد رأى في حياته ولو مرة واحدة على الأقل مواد حيوية
متعفنة ومنتفخة، أكبر مثال على ذلك هو علبة اللبن، تنتفخ كثيرا بعد مرور أسبوعين
على صلاحيتها، و لو قمنا بتخميره/تخزينه في مكان دافئ لمدة أسبوعين أخرين و قمنا بإحضار
دبوس وثقبنا رأس علبة اللبن سوف نتحسس تلك القوة التي أحدثت صوت طرقعة الهواء عند
خروجه من ثقب صغير بقوة عالية، ذلك الغاز ناجم عن تحلل الكربوهيدرات تحت تأثير الحرارة
المرتفعة نوعا ما، ولو قمنا باستخلاصه من علبة اللبن أو من حظيرة الأبقار بطريقة
صحيحة سوف نحصل على غاز غني بخليط من الغازات مكونها الأكبر هو غاز الميثان،
وبنسبة أعلى من 50 %.
غاز الميثان بصيغته
الكيميائية CH4 هو المكون الأهم في الغاز
الطبيعي الخارج من ابار الغاز الطبيعي المنتشرة في حول العالم. و هو إذا ما تم
حرقه يعطينا حرارة أعلى من لو حرقنا وقود كالبنزين
أو الديزل لنفس الكمية، وهذا بحد ذاته شيء جيد. الميزة الأخرى لهذا الغاز أن
احتراقه نظيف ولا ينجم عنه كمية مواد صلبة عالية كما في حرق الديزل، ولا يؤثر بذلك
سلبا على البيئة أو الرئتين كما هو بالديزل أو البنزين.
الغاز الناجم عن العمليتين المذكورتين أعلاه هو الغاز الحيوي، الأشبه
لحد كبير جدا إلى الغاز الطبيعي، لكنه ممكن أن يكون أفضل لارتفاع نسبة غاز الميثان
في الغاز الحيوي عنها بالغاز الطبيعي في أحيان كثيرة.
لو قمنا بجمع روث المواشي بأنواعها، و أضفنا عليه مواد ذات رطوبة
عالية كالذرة مثلا. وقمنا بتخزين هذا الخليط في حاويات كبيرة تسمى علميا بالمخمرات
أي التي تسبب عملية التخمر و ذات حرارة داخلية أعلى منها في الخارج، و لمدة
أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، و بوجود البكتيريا اللاهواية في هذه المخمرات، وظيفتها
هو التغذي على الكربوهادرات وتحليلها إلى
غاز بعد عدة مراحل كيميائية حيوية، ينتج عنها في النهاية خليط من الغازات أهما
الميثان و مركبات كبريتية والنيتروجين، لكن الميثان بنسبة قريبة إلى 60 % هو الغاز
الأهم والذي سوف يتم حرقه و الاستفادة منه لتوليد الطاقة الكهربائية وبعدها
لاستخلاص الحرارة من الاحتراق للتدفئة.
الغاز الحيوي هو مصدر غاز لا ينضب، ما دام الانسان على وجه الأرض
يمارس أفضل هواياته على الاطلاق وهي الأكل، الأكل وإنتاج الفضلات الحيوية، هو مصدر
الغاز الحيوي. في منطقتنا العربية هناك تجارب خجولة جدا مع الأسف في استغلال الغاز
الحيوي، مع العلم أن بناء هذا النوع من محطات الطاقة غير مكلف مقارنة بطاقة الرياح
أو الطاقة الشمسية، حيث أن توليد الطاقة من الغاز الحيوي يعتبر الأرخص على الاطلاق
من بين جميع الطاقات المتجددة، بسبب رأس المال المنخفض اللازم لتأسيس هذا النوع من المحطات والطاقة التشغيلية المنخفضة
كذلك.
في الأردن هناك محطة قام الاتحاد الأوروبي بتمويل بناءها تعمل على
انتاج الغاز الحيوي من تخمير النفايات العضوية في مدينة الزرقاء والرصيفة وعمان. بطاقة
إنتاجية لا تتجاوز 2 ميجا واط. وهي بالمقارنة مع بعض الدول الأوروبية تعتبر تجربة
خجولة. الأردن بلد زراعي بحت، فهو مكتفي تماما من الزراعة لو استثنينا القمح.
مخلفات المزارع في الأردن وبقايا الطعام ممكن جمعها في محطات للتخمير.. ومن ثم
انتاج الغاز.. والناتج من المخمرات، هو سماد عضوي عالي الجودة. غني بأهم العناصر
التي تحتاجها التربة والنباتات. فبذلك نقوم بإنتاج الغاز الحيوي، والسماد الحيوي
بوقت واحد.
Comments
Post a Comment